بيان المحتويات

أولا - المقدمة
1- هذا هو التقرير السنوي الخامس بشأن التقدم المحرز في تطوير نظم المعلومات عن انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية ورسم الخرائط ذات الصلة، منذ أن طلبت لجنة الأمن الغذائي العالمي في دورتها الرابعة والعشرين عام 1999، إعداد هذه التقارير. ويعطي هذا التقرير وجهتي نظر مختلفتين: وجهة نظام المعلومات عن انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية ورسم الخرائط ذات الصلة في المنظمة ووجهة جماعة العمل المشتركة بين الوكالات والمعنية بنظام المعلومات، بما في ذلك نتائج التقييم الخارجي لنظام المعلومات وانعكاساته. وفي الشق الخاص بنظام المعلومات في المنظمة، يتم تحليل بعض الأنشطة القطرية المختارة ومناقشتها، تضاف إليها مجموعة من المشاريع التي تشترك كل من المنظمة ونظام المعلومات في تنفيذها من أجل استخلاص العِبر المستفادة حتى الآن. ويتركز الشق الخاص بجماعة العمل المشتركة بين الوكالات على المستقبل المرتقب لجماعة العمل المشتركة بين الوكالات والمعنية بنظام المعلومات استناداً إلى استنتاجات الاجتماع الثامن لجماعة العمل المذكورة في أبريل/نيسان 2004 وذلك في أعقاب استكمال التقييم الخارجي لنظام المعلومات.
ثانيا – نظام المعلومات والمنظمة
ألف – مساهمة المنظمة في المواد المعيارية في نظام المعلومات
2- تواصل منظمة الأغذية والزراعة تخصيص قدر وافٍ من موارد حساب الأمانة الخارجية والبرنامج العادي لدعم تطوير نظام المعلومات عن انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية ورسم الخرائط ذات الصلة على المستوى القطري ولحصر أفضل الممارسات والأدوات المنهجية لنظم المعلومات من أجل التوجيه على اتخاذ إجراءات محسّنة للتنمية المستدامة والتخفيف من حدة الفقر والحد من الجوع. وقد تجلّى ذلك، منذ إعداد التقرير الأخير، بما يلي:

الوثائق المسانِدة لنظام المعلومات: التركيز على انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية. استعراض التقييم القطري الموحّد في منظومة الأمم المتحدة وأوراق استراتيجية الحد من الفقر الصادرة عن البنك الدولي. وقد تولت جامعة واجنينغن ومركز الأبحاث التابع لها استعراض تقارير عمليات التقييم القطرية الموحدة الخمسين وأوراق استراتيجية الحد من الفقر الخمس والعشرين في إطار المشروع الخاص بنظام المعلومات والتقييم القطري الموحّد بتمويل من برنامج الشراكة بين المنظمة وهولندا. وسعت الدراسة إلى تحقيق هدفين رئيسيين هما تقييم مدى تحليل مشاكل انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية وأخذها بعين الاعتبار في السياسات والاستراتيجيات والتدخلات ولتحديد المجالات القابلة للتحسين بشكل واضح. ولم تتطرّق الوثائق إجمالا إلى الأمن الغذائي والفقر وقد راعت بشكل محدود مختلف القطاعات وفشلت في إبراز الصلة بالتوصيات على مستوى السياسات. والعمل جارٍ حالياً على وضع خطوط توجيهية عملية على ضوء استنتاجات الاستعراض من أجل تحسين التقارير عن التقييم القطري الموحّد، وعن أوراق استراتيجية الحد من الفقر في إطار شراكة مع الفرق القطرية.
الاستعانة بالأساليب المستدامة لضمان سبل العيش: عرض فى موقع المنظمة على الإنترنت نتائج العمل على تحديد ملامح المجموعات المعرضة لنقص الأغذية بالنسبة إلى أربع مجموعات في فيتنام وسبع مجموعات في نيبال في إطار مشروعين تنفذهما المنظمة لتعميم تلك النتائج على نطاق واسع. ويعتبر هذا الأسلوب أداة مساندة للتخطيط للتدخلات المناسبة على المستوى القطري. وتوجد علاقات واضحة بين هذه المنهجية وتطبيق الوثيقة الخاصة بالتركيز على انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية الآنفة الذكر داخل البلد، بما يساعد على تحسين تصميم الوثائق الخاصة بالسياسات أو التوجيهات القطرية وتطبيقها.
تضمّنت طبعة عام 2003 من "حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم" تقديرات محدّثة لعدد ناقصي التغذية وأظهرت ارتفاعاً طفيفاً في العدد الإجمالي بين الفترتين 1995-1997 و1999-2001. واسترعى ذلك اهتمام عدد كبير من وسائل الإعلام المعنية بقضية انعدام الأمن الغذائي على المستويين العالمي والقطري، مما ساعد على الارتقاء بالأوضاع وعلى ازدياد المطالبة بالعمل. ومن القضايا التي شملتها هذه الطبعة العلاقات بين انعدام الأمن الغذائي وفيروس نقص المناعة البشرية/متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) والاستعانة بخرائط الفقر لإعطاء توجيهات محتملة عند اتخاذ القرارات. وتناول الفصل عن التركيز الخاص، العلاقة بين التجارة والأمن الغذائي. والتحضيرات جارية على قدم وساق لإصدار حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم لعام 2004.

3- ومن المقرر أن ينتهي هذا العام المشروعان الممولان من الاتحاد الأوروبي وهما مبادرة دعم التطبيقات الرائدة لنظام المعلومات عن انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية ورسم الخرائط ذات الصلة في "أربعة من البلدان الأقل نمواً" وأربعة من "البلدان النامية الجزرية الصغيرة" بإدارة أمانة جماعة العمل المشتركة بين الوكالات والمعنية بنظام المعلومات. وتتركّز المرحلة النهائية بالدرجة الأولى حول إعداد مواد معيارية في موازاة تصفية معظم أنشطة المشاريع على المستوى القطري. ومنذ صدور التقرير الأخير للجنة الأمن الغذائي العالمي، شاركت جميع البلدان الرائدة في أنشطة المشاريع (بربادوس، بوركينا فاصو، الرأس الأخضر، جزر القمر، هايتي، كينيا، مدغشقر، فيجي وساموا) وأفضت إلى مخرجات/نتائج ملحوظة. ويتضمّن قسم "المعلومات المحدثة عن مشاريع مختارة في نظام المعلومات" ملامح قطرية مختارة. وكان الغرض من تلك المشاريع:
(1) زيادة قدرة المؤسسات القطرية على جمع المعلومات الدقيقة وإدارتها وتحليلها ونشرها للتوصل إلى تدخلات أكثر فعالية ترمي إلى الحد من انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية؛
(2) زيادة قدرة أمانة نظام المعلومات على تقديم الدعم لتطبيق النظام على المستوى القطري؛
(3) تشاطر دروس محددة مع جماعة العمل المشتركة بين الوكالات والمعنية بنظام المعلومات والشركاء القطريين.

بلغت المفاوضات الحالية مع الاتحاد الأوروبي مرحلة متقدمة بدعم في المرحلة الثانية من برنامج شراكة بين الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأغذية والزراعة سيتضمّن مكوناً خاصاً بنظام المعلومات.

وفي عام 2003، تلقت أمانة نظام المعلومات أموالاً لمساندة تطوير حزمة دعم فنية تساعد على إطلاق نظام معلومات قطري بين عامي 2003 و2005 بتمويل من أموال متأخرات الدفع الأمريكية للمنظمة. وقد خصصت تلك الأموال لدعم أنشطة نظام المعلومات الرئيسية ومخرجاته ضمن المنظمة والتي ما كانت لتغطيها أموال البرنامج العادي. وتقضي إحدى أنشطة المشروع بإعداد مشروع منهج للتعلّم عن بعد لدعم بناء القدرات والتدريب في نظم وشبكات المعلومات القطرية والمحلية عن الأمن الغذائي. وفي عام 2004، سيجري إعداد مشروع منهج للتعلّم عن بعد يكمّل الوحدات ذات الصلة الأخرى التي صدرت سابقاً ويستفيد منها. ومن المقرر العمل أيضاً على تحسين المنهجية الإحصائية في المنظمة لقياس نقص التغذية من خلال عقد مشاورات خبراء وغيرها من الأنشطة. وأعدّت مشاريع مواد معيارية لتقييم نظم المعلومات، بالإضافة إلى الخطوط التوجيهية الممكنة لنقاط الاتصال القطرية في نظام المعلومات والتي ينبغي المصادقة عليها قبل تعميمها. كذلك ساند البرنامج تحسين الملامح القطرية للتغذية لدى المنظمة ورسم وطباعة خرائط شبه قطرية للجوع، استناداً إلى ما صدر في النسخة السابقة من حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم لعام 2002.

باء – دعم المنظمة لنظم المعلومات القطرية
لمحة عامة

4- أجري التحليل الموجز التالي بناء على طلب من مؤتمر المنظمة لإجراء تحليل ملموس أكثر لتطوّر نظام المعلومات. ويركّز هذا القسم على وجه التحديد على المشاريع الرئيسية في نظام المعلومات لدى المنظمة ويبحث في توزيعها الجغرافي وفي توقيتها منذ عام 1999 عندما طلب مجلس المنظمة في مرحلة أولى إطلاعه سنوياً على التقدم المحرز في نظام المعلومات. ويظهر ذلك في الجدول 1 أدناه. ويشير كل خط من خطوط الجدول إلى مشروع منفصل، مما يعني أنّ ثلاثة مشاريع نفّذت في كينيا منذ عام 2000. وتتراوح مشاريع نظام المعلومات عادة بين إقامة شبكة قطرية على غرار نظام المعلومات استناداً إلى تقييم الموارد والاحتياجات القائمة لمتخذي القرارات وصولاً إلى الدعم الهادِف لتلبية احتياجات فنية محددة. وفي مطلق الأحوال، يتسم بناء قدرات متخذي القرارات والمعلومات التي يحتاجون إليها بأهمية قصوى. ولم ترد جميع الأنشطة القطرية بعدما اتضح أنه من الصعب تحديث هذه المعلومات بانتظام؛ مما يعني أنّ الجدول لا يبرز مستوى النشاط على حقيقته.

5- وفي حين بدأ تنفيذ مشروع حساب أمانة بدعم من الحكومة اليابانية في عام 1998 في إقليم آسيا، بدأ تقديم الدعم الوافي للبلدان الرائدة الخمسة فيه في منتصف عام 2001 في الفلبين وتايلند ولاحقاً في بنغلاديش وكمبوديا وسري لانكا. وفي عام 2003، دخل المشروع في مرحلته الثانية بعدما خضع لتقييم إيجابي. وفي عام 2000، بدأ تنفيذ ثلاثة مشاريع حساب أمانة بتمويل من الاتحاد الأوروبي دعماً للتنفيذ الرائد لنظام المعلومات. واختيرت البلدان الرائدة من بين الدول النامية الجزرية الصغيرة والبلدان الأقل نمواً وبلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض في رابطة الدول المستقلة. وقد ساعد ذلك على توسيع نطاق المبادرة في ظل تنفيذ أنشطة نظام المعلومات أو التخطيط لتنفيذها في 19 بلداً. وطرأت زيادة إضافية في عدد مشاريع نظام المعلومات القطرية عام 2001 واستمرّ الارتفاع في عامي 2002 و2003. ورغم الانخفاض الطفيف الظاهر للأنشطة في سنة 2004، فقد استثني منها عدد من المشاريع التي هي في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة عليها والتي سيبدأ تنفيذها على الأرجح في وقت لاحق من هذا العام. وتعتبر سنة 2004 إلى حد ما سنة حافلة في ظل دخول عدد من المشاريع الأطول تنفيذاً، كالمرحلة الأولى من المشاريع المشتركة بين المجموعة الأوروبية ونظام المعلومات، مراحلها النهائية في موازاة إطلاق مشاريع جديدة. ويموّل برنامج التعاون الفني في المنظمة ستة من مشاريع نظام المعلومات، موزّعة على 4 أقاليم (استفادت اليمن من مشروعين متواليين دعماً لتنفيذ نظام المعلومات)، في حين جرى ائتمان ما تبقى من المشاريع التي تمتد على فترات أطول وتحتاج إلى قدر أكبر من الموارد. ولعل أبرز تلك المشاريع حساب الأمانة من طرف واحد في ناميبيا، حيث أظهر قيام الحكومة الناميبية بتخصيص أموال قطرية إضافية للمزيد من العمل على نظام المعلومات، مدى الأهمية التي تعلّقها على هذا النشاط.

الجدول 1 – مشاريع نظام المعلومات القطرية في المنظمة في الفترة 2000-2004: المكان والفترة الزمنية

معلومات محدثة عن مشاريع مختارة في نظام المعلومات

6- كما ورد سابقاً في هذه الوثيقة، ساهم المشروعان المشتركان بين الاتحاد الأوروبي ونظام المعلومات مساهمة ملحوظة في البلدان الرائدة منذ صدور التقرير الأخير للجنة الأمن الغذائي العالمي. وبما أنّ هذه هي السنة الأخيرة لتنفيذ تلك المشاريع، أجري عرض واحد للمعالم البارزة في كل بلد من البلدان في الفترة 2003/2004. ففي بربادوس انتهى العمل من التحرير والتنسيق الأوليين للتقرير عن مسح الاستهلاك الغذائي والأنثروبومتري في بربادوس لعام 2000. وقد وضعت اللمسات الأخيرة على عمليات مسح الاستهلاك الغذائي والأنتروبومتري للأسر في منطقة البحر الكاريبي والتي أجراها معهد الأغذية والتغذية في منطقة البحر الكاريبي ومن المقرر أن تصدر في نهاية عام 2004 وثيقة تتضمنّ الخطوط التوجيهية الناجمة عن ذلك وهي تركز على سبل تحويل البيانات عن استهلاك الأغذية والبيانات الأنتروبومترية إلى قرارات. وفي الرأس الأخضر، جرى تصنيف جميع المناطق الإدارية تبعاً لمتغيرات المسح السكاني الأكثر ارتباطاً بالفقر وبانعدام الأمن الغذائي من أجل تحسين استهداف الموارد للمجموعات الأكثر عرضة لنقص الأغذية. وأكّد هذه النتائج مسح في إحدى البلديات السبع عشرة والمباحثات مع المُعلِمين المحليين الرئيسيين وقد عرضت من ثمّ في برايا في شهر مايو/أيار 2004 على مجموعة من المستخدمين واستعين بها عدة مرّات عند وضع التصنيف. وفي جزر القمر، يتوقع أن يصدر في شهر أغسطس/آب 2004 تقرير التنمية البشرية عن انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية الذي أعدّ بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وفي فيجي، عقدت في شهر سبتمبر/أيلول 2003 حلقة عمل قطرية لصياغة استراتيجية إعلامية قطرية عن انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية. واستندت حلقة العمل هذه إلى تقييم لنظم المعلومات القائمة. وشارك ممثلون من فيجي وساموا في "حلقة العمل الإقليمية عن تعزيز الإحصاءات الغذائية والزراعية في منطقة المحيط الهادي دعماً لاستراتيجيات وبرامج الأمن الغذائي والحد من الفقر"؛ وقد بحثت حلقة العمل في إمكانية وضع مؤشرات لأهداف التنمية للألفية ولإقامة نظم معلومات قطرية. واعتبر الاجتماع أنّ التدريب الإقليمي على نظام المعلومات هو من الأولويات العامة، في حين أبدت ستة بلدان اهتمامها في بناء القدرات بالنسبة إلى نظام المعلومات على المستوى القطري.

7- وفي بوركينا فاصو، اعتُمدت في شهر مارس/آذار 2004 خطة العمل لتعزيز نظم المعلومات عن الأمن الغذائي من جانب اللجنة المسؤولة عن إعدادها ومن المتوقع أن يقرّها مجلس الوزراء قبل العطلة الصيفية. وفي هايتي، تواصل إدارة التنسيق القطري للأمن الغذائي بصفتها المنظمة الشريكة في المشروع العمل على وضع مواد إعلامية في إطار استراتيجية لنشر المعلومات استناداً إلى التقرير الأساسي عن الأمن الغذائي الصادر في مطلع عام 2003. وهي تشمل حالياً خمسة تقارير فصلية عن الأمن الغذائي موزّعة على 700 من الأعضاء في منظمات قطرية ودولية ومنظمات غير حكومية والمجتمع المدني. وسيصدر قريباً منتج جديد يؤازر جهود إعادة الإعمار من خلال تقديم معلومات كل أسبوعين عن مدى توافر الأغذية وعن الأسعار في الأسواق المحلية والواردات الغذائية والوضع الزراعي والمناخي لأغراض الإنذار المبكر ولمعرفة حالة الأمن الغذائي لدى المجموعات الأكثر عرضة لنقص الأغذية. كما يدعم المشروع إنشاء موقع على الإنترنت يزيد من فرص الحصول على تلك المنتجات. وفي كينيا، بالإضافة إلى تنسيق التدريب الموجّه إلى الموظفين الرئيسيين المستهدفين استناداً إلى تقدير الاحتياجات إلى التدريب، ساهم المستشار الإعلامي للأمن الغذائي في اجتماعات فريق المهام القطري المعني بإدارة المعلومات الغذائية والسياسات ذات الصلة لبحث الاتجاهات القطرية للحالة التغذوية التي تسلّط الضوء على إمكانية استخدام المجموعة الأكثر عرضة لنقص الأغذية كأساس لتحسين تخصيص الموارد. وفي مدغشقر، أقرّ تقرير قطري للأمن الغذائي يركز على المسائل والاقتراحات الرئيسية في مجال الأمن الغذائي للحد من انعدام الأمن الغذائي في حلقة عمل قطرية شارك فيها ممثلون عن أبرز المؤسسات والمنظمات غير الحكومية المعنية بالأمن الغذائي في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2003.

8- وكما يظهر في التقرير السابق، بدأت الأنشطة الأولية في مشروع "دعم إنشاء نظام معلومات رائد عن انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية ورسم الخرائط ذات الصلة" في الهند. وينفّذ المشروع حالياً في ولايتين رائدتين والعمل جارٍ على تكييفه بما يتناسب وبرنامج الأمن الغذائي المتجدد الذي تعمل الحكومة حالياً على تنفيذه.

9- وقد بدا من الواضح من التجربة المكتسبة في تنفيذ مشاريع نظام المعلومات منذ عام 1999 أنّ نظام المعلومات عملية تدريجية لا يمكن تعجيلها. وتعتبر الملكية القطرية عنصراً حيوياً بالنسبة إلى الاستدامة على المدى البعيد - ولا يكفي فقط أن يكون ذلك مقبولاً من الناحية الفنية فحسب، بل يجب أن يأتي نتيجة إقرار وتفويض أيضاً. وإذا اعتبرت إحدى مشاريع نظام المعلومات فنية بحتة، سيكون وقعها محدوداً من حيث الزمان والنطاق. لذا لا بد من وجود علاقة واضحة بين المشروع واحتياجات متخذي القرارات ومستخدمي المعلومات كي يتسنى تأمين الموارد الكافية لإضفاء الطابع المؤسسي عليه. ويطرح ذلك تحديات لتحديد نقاط الدخول المناسبة – المتمثلة بالمستخدمين المستهدفين واحتياجاتهم - التي ينبغي مراعاتها عند تصميم مشاريع نظام المعلومات وتنفيذها في المستقبل. ومن شأن المشاركة الأوثق من جانب المنظمات الإقليمية والدولية المناسبة أن تساعد على التوصل إلى استراتيجية شاملة تركّز على مجالات العمل ذات الأولوية في المستقبل والتي يمكن تكييفها في مرحلة لاحقة بعد التشاور والتفاوض مع الشركاء داخل البلد. وتعتبر الشراكات الوظيفية والفاعلة عنصراً جوهرياً من عناصر نجاح نظم المعلومات والوكالات ذات الصلة على شتى المستويات، الدولي وشبه الإقليمي منها، كما يظهر في تركيز نظام المعلومات على الشبكات. ويتطلّب إرساء شراكات بنّاءة والمحافظة عليها وقتاً وموارد ومهارات وهي جميعاً قضايا يجدر أخذها في الحسبان عند النظر في تصميم العمل المستقبلي.

ثالثاً – مبادرة جماعة العمل المشتركة بين الوكالات والمعنية بنظام المعلومات
ألف – الاجتماعان السابع والثامن لجماعة العمل المشتركة بين الوكالات ونتائج التقييم الخارجي لنظام المعلومات

10- حضر الاجتماع السابع لجماعة العمل المشتركة بين الوكالات الذي عقد في نيروبي مشاركون من 16 بلداً من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، فضلاً عن ممثلين من 7 أعضاء في جماعة العمل. وكان هناك 10 مشاركين ومراقبين من كينيا، الأمر الذي يعكس مكان انعقاد الاجتماع ومشاركة/اهتمام المؤسسات في كينيا في أنشطة نظام المعلومات. وتجلى هذا أيضاً في ارتفاع مستوى الانفتاح السياسي الثنائي الانتماء وكذلك التغطية اللاحقة للحدث في الإعلام المحلي. وركزت العروض الفنية على تقدير مدى التعرض لنقص الأغذية وعلى تجارب رسم خرائط الفقر في الإقليم. وقد ساهم المزج بين تصورات الوكالات والبلدان وتجاربها بالنسبة إلى نظام المعلومات في تعزيز الحوار بين البلدان والوكالات وساعد على التوصل إلى شراكات وفرص جديدة للأعمال التي يضطلع بها نظام المعلومات في أفريقيا. وشعر المشاركون أنّ المبادرة قد وصلت إلى نقطة تحوّل حاسِمة في ظل تقبّل أساليب العمل والمبادئ ذات الصلة بقدر أكبر على المستويين القطري والإقليمي، لا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. واعترف الاجتماع بالحاجة إلى إحقاق توازن سليم بين إطار رسمي ومرن في آن واحد لنظام المعلومات بما يكفل الالتزام المؤسسي والاستدامة على المدى الطويل بموازاة الحماسة والتفاني على مستوى الأفراد.

11- وحضر الاجتماع الثامن لجماعة العمل المشتركة بين الوكالات الذي عقد في روما 24 مشاركاً يمثلون 14 من الوكالات الأعضاء في جماعة العمل المشتركة بين الوكالات والمعنية بنظام المعلومات وتركّز البحث على نتائج التقييم الخارجي وانعكاساته. وجرت مناقشة القضايا الرئيسية التي أثارها التقييم الخارجي ألا وهي أدوار الأمانة ووظائفها وعدم وجود مهام وأهداف واضحة، وغياب الالتزام بالمبادرة من داخل المؤسسات. وقدّمت بعض الاقتراحات عن سبل التعامل مع هذه النقاط من خلال التركيز على مهام ومنتجات رئيسية تمكّن من إعادة تصميم مبادرة نظام المعلومات وما أمكن أو يتوجّب من العمليات (مثلاً بنية المبادرة) والمخرجات (مثلاً حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم وما شابه ذلك) الواجب تحقيقها. وأعيد النظر بالتفصيل في الخيارات الواسعة الثلاثة التي اقترحها فريق التقييم الخارجي. وتراوحت الخيارات بين حلّ مبادرة نظام المعلومات المشتركة بين الوكالات (والعودة إلى برامج عمل فردية على مستوى الوكالات) أو التخلي عن المكوّن المشترك بين الوكالات في المبادرة في ظل تولي المنظمة الدور الريادي للتدريب على أنشطة نظام المعلومات من منطلق الاعتراف بواقع الحال أو إعادة قولبة جماعة العمل المشتركة بين الوكالات والمعنية بنظام المعلومات بما يضمن استمراريتها كمبادرة مشتركة بين الوكالات.

12- وأقرّ الاجتماع مواصلة العمل في نظام المعلومات على اعتباره مبادرة مشتركة بين الوكالات مع الاعتراف بالحاجة إلى وجود مهام واضحة وأهداف مشتركة وواقعية وموارد كافية ومراعاة صريحة للعوامل المؤسسية. وتناول الاجتماع هذه القضايا من منظاري العمليات والمخرجات. واتفق على وجوب الاعتراف بأنّ المنظمة هي الوكالة الرائدة في نظام المعلومات. واقترحت ترتيبات مؤسسية للمساعدة على التوصل إلى مجموعة من الأولويات الاستراتيجية والفنية وتحسين الملكية على مستوى الوكالات وبناء المصداقية في مضمار التطوير الأوسع. وتضمّنت هذه التركيبة مجموعة استشارية فنية ومجموعة توجيهية واجتماعاً سنوياً عاماً. واتفق على أن تواصل منظمة الأغذية والزراعة استضافة أمانة نظام المعلومات على أنه يتعيّن على المنظمة تقديم الدعم لمختلف كيانات نظام المعلومات في مقابل الاعتراف بدورها الريادي.

باء – الخطوات المستقبلية لجماعة العمل المشتركة بين الوكالات والمعنية بنظام المعلومات

13- وفي ختام الاجتماع الثامن لجماعة العمل المشتركة بين الوكالات اتفق على وضع خطة أعمال لمبادرة نظام المعلومات المشترك بين الوكالات والتي تعهّدت الوكالة الكندية للتنمية الدولية بتوفير التمويل لها بحدود 000 250 دولار كندي. وسيشمل ذلك خطة عمل ومهام والبنية التنظيمية المناسبة لتحقيق نتائج ملموسة. وسيكون الإطار الزمني العام أربعة أشهر مع احتمال أن يبدأ العمل في سبتمبر/أيلول - أكتوبر/تشرين الأول. وستوزّع خطة الأعمال النهائية على نطاق واسع لإبداء التعليقات عليها. وهناك نيّة في عرض خطة الأعمال هذه على الإدارة العليا للأعضاء في جماعة العمل المشتركة بين الوكالات لإقرارها بعد استعراضها من جانب ممثلي أولئك الأعضاء.

رابعاً – مستقبل نظام المعلومات

14- أعطى التقييم الخارجي الأخير لمبادرة نظام المعلومات فرصة مثالية للبحث ولإعادة تركيز جهود المعنيين كافة بنظام المعلومات، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على توجيه التدخلات والدعم بقدر أكبر من الاستجابة والتكامل. فعلى المستوى القطري، سيتمّ تكثيف الدعم لنظام المعلومات من خلال إطلاق برامج جديدة في عام 2004 بدعم من الاتحاد الأوروبي وبرنامج الشراكة بين هولندا والمنظمة والوكالة الكندية للتنمية الدولية وذلك بهدف ضمان استدامة الوقع الذي حققته تلك المشاريع حتى الآن. وسيستفاد من التجارب والعبر المستخلصة من مشاريع نظام المعلومات السابقة ومن الأنشطة الجارية أيضاً لاستنتاج أفضل الممارسات بغية تقاسمها على المستويات القطرية والإقليمية والعالمية دعماً لتطوير شبكة نظام المعلومات وصيانتها أو توصلاً إلى ممارسات مشتركة.

15- وستعطى أهمية أكبر نسبياً لإشراك مستخدمي المعلومات عن انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية بما يعزز استخدامها وتطبيقها في السياسات والبرامج. وسيسهم مع الوقت هذا التركيز على الطلب عوضاً عن التركيز على العرض في زيادة تخصيص الموارد في ظل قيام المستخدمين بالاستثمار في نظام معلومات يلبي احتياجاتهم. وستساعد إضافة عناصر خاصة بالمطالبة وبالتواصل في مشاريع نظام المعلومات على تفهّم الاحتياجات من المعلومات بصورة أفضل. وستبقى تنمية القدرات القطرية حجر الزاوية في عمل نظام المعلومات مع البلدان، رغم اختلاف التركيز المحدد باختلاف احتياجات البلد المعني. وسيتواصل إلى حد كبير عمل نظام المعلومات على شتى المستويات في إطار الشراكات.